قصة آدم الجزء الثاني
ظل آدم عليه السلام يعيش في
الجنة وحيدا لفترة مما جعله يشعر بالضجر و الوحشة ففي يوم و هو نائم أخذ الله ضلع
من ضلوعه من ناحية اليسار و خلق منه حواء و كسا الله هذا العظم لحم و لذلك يقول
الله في كتابه الحكيم }يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ
مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ
بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{
ينبهنا الله أنه خلقنا جميعا من نفس
واحدة وهي آدم عليه السلام.
فلما أفاق آدم عليه السلام وجد
امرأة تجلس بجواره قال من أنت قالت أنا امرأة فسألها لما خلقت قالت لتسكن إلي
فقد خلق الله حواء لكي تكون هي السكن و الانيس لآدم عليه السلام .
و عندما رأها الملائكة سألوا آدم
عليه السلام عن اسمها لانها مخلوق جديد لايعرفونه فقال اسمها حواء فسألوه لما سميت
حواء قال لأنها خلقت من شئ حي .
ولان حواء و النساء خلقن من ضلع
اعوج أوصانا بهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه في طبعها و مشاعرها الاعوجاج
فيجب ان اخذهم بالرفق و اللين و ليس بالقسوة.
إقرأ ايضا قصة بداية الخلق
و جاءت الأحاديث ان اجمل نساء
العالمين هي حواء و من بعدها سارة زوجة ابراهيم عليه السلام.
و قد أمر الله عز وجل آدم ان
يسكن الجنة هو و زوجته حواء و ان ياكلا من كل ثمارها ما عدا شجرة واحدة نهاه الله
عنها }وَيَا آدَمُ اسْكُنْ
أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا
هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ{
ولقد حذر الله آدم من إبليس أنه عدو له و انه يسعى
لان يخرجه من الجنة و امره الله ان يعيش هو وزوجته يمتعون في الجنة ويأكلون من
ثمارها و وعده انه لن يجوع فيها و لا يعرى (وهذا تاكيد ان الله خلق آدم و اعطاه
اللباس الذي يغطي عورته و انه لا وجود للنظريات التي تقول ان الإنسان خلق عاري )
فيقول الله في كتابه }
فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا
يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ
فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ {
فوسوس لهما الشيطان وقال لهما أن
يأكلا من الشجرة التي نهاهم عنها الله و
وقال لهم إنها شجرة الخد و المُلك و انهم اذا اكلوا من هذه الشجرة سيصبحون
خالين او ملائكة و أخذ يقسم لهما إنه لمن الناصحين لهما .
فلما ذاقا الشجرة سقطة الثياب التي
تواري عوراتهما و أصبحا عاريين و استحوا
من هذا العري فأخذوا يواريها بورق الجنة .
فهنا ناداهما الله و قال لهما ألم
أنهكما عن هذه الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين فقالا ربنا انا
ظلمنا انفسنا و استغفروا الله فتاب الله عليهما ولكن أمرهم أن يهبطا إلى الأرض
كعقاب لهما .
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ
قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ
(120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ
عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ
اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا
جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن
ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَعْمَ
فنزل آدم الى الأرض هو و حواء فكما
جاء في رواية ابن عباس أن آدم نزل بالهند و أخذ يبحث عن حواء ونزلت حواء بجدة و
تعارفا بعرفات.
رواية الإمام الطبري حين قال عن ابن
عباس رضي الله عنه أنه قال : "أهبط آدم بالهند ، فجاء في طلبها حتى اجتمعا
فازدلفت إليه زوجته، فلذلك سمّيت المزدلفة، وتعارفا بعرفات، فلذلك سمّيت عرفات
وتعارفا بجمع فلذلك سمّيت جمعاً".
و لهذا احتمال نزول آدم بالهند هو
الراجح و يظل العلم المؤكد عند الله وحده
لقراءة الجزء الأول من قصة آدم عليه السلام اضغط هنا
لقراءة الجزء الأول من قصة آدم عليه السلام اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق