ٌ4- قصص الأنبياء - قصة قابيل و هابيل

قصة آدم عليه السلام  الجزء الاول:





خلق آدم عليه السلام



أراد الله أن يخلق الإنسان ليعمر الأرض ويعبد الله  ويقول الله في كتابه الحكيم }وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ{ ، { واستعمركم فيها} أي جعلكم عماراً يعمرونها ويستغلونها.


و الله رفع من شأن الإنسان حيث جعله خليفته في الأرض  }وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ{ لان الجن غير أهلين لتعمير و حكم الأرض و أقل عقلا من أن يعمروا الأرض ويقول العلماء انه اعقل الجن عقله بعقل صبي صغير


تعجب الملائكة عندما أخبرهم الله أنه سيخلق في الأرض خليفة و قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء و ذلك لأنهم كانوا يعرفون ما فعله الجن على الأرض من فساد وسفك للدماء

إقرأ ايضا قصة بداية الخلق



عندما اراد الله ان يخلق ادم امر بتربة من الارض فرفعت له  فخلق منها ادم لذلك بنو ادم مختلفون منهم الابيض و الاسمر و الخبيث و الطيب  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الأَرْضِ ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الأَرْضِ جَاءَ مِنْهُمُ الأَحْمَرُ وَالأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ وَبَيْنَ ذَلِكَ وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَبَيْنَ ذَلِكَ "
فأولا كان تراب ثم وضع عليه الماء فا اصبح طين ثم شكله الله عز وجل بيديه الكريمتين ، شكله  الله وترك يجف فأصبح تمثال أجوف لونه اسود }وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ{


أما وصف آدم فقد خلقه الله طوله ستون ذراع و عرضه سبعة أذرع  وكان أجوف من الداخل و تركه الله أربعين ليلة قبل أن يبث من روحه به فكان يتفقد ابليس فرآه انه اجوف و عرف انه خلق ليس ذو قوة و كان بسبب ان الجسم مثل الفخار أجوفا يصدر صليلا و فزع منه الملائكة فقال لهم إبليس لا تفزعوا لو سلطت عليه لأهلكنه و لو سلط علي لأعصينه أي أنه بدأ عداوته لآدم قبل أن ينفخ فيه الروح


ثم نُفخت الروح في آدم عليه السلام فأول ما دخل الروح كان رأسه عطس فقالت الملائكة له قل الحمد لله فقال الحمد لله فقال الله عز وجل رحمك ربك


فعندما وصل الروح عيناه و وفمه رأى ثمار الجنة و اشتهى الطعام و كانت الروح لم تصل بعد الى رجليه فحاول القيام لأخذ ثمرة من ثمار الجنة فسقط لذلك قال الله عز وجل }خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ { و مسح الله على ظهر آدم فاخرج منه ذريته و استخرج منهم اهل الجنة و اهل النار و اشهدهم على انفسهم و شهدوا ان الله ربهم   ويقول الله في كتابه الحكيم }وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ}


وأمر الله عز وجل الملائكة بالسجود لآدم وكان إبليس من الجن الصالحين و رفعه الله تكريما له و كان يعيش وسط الملائكة و كان الأمر بالسجود موجه الملائكة و إبليس معهم فسجد كل الملائكة الا ابليس استكبر وقال لله انا افضل منه خلقتني من نار وخلقته من طين فأمره الله بالهبوط من الجنة فدعا الله ان يعطيه من العمر مهلة الى يوم القيامة وقال انه سوف يغوي بني  آدم لكي يعصوا الله فقال فاستجاب الله له وأعطاه مهلة الى يوم القيامة و توعد من سيتبعه بالعذاب الشديد في جهنم
وكان تكبر ابليس هو اول معصية لله عز وجل ولذلك يعتبر التكبر هو أصل كل المعاصي و لذلك كل الأحاديث تتحدث عن عظم معصية الكبر ، عن عبدالله بن مسعودٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبرٍ))


و خلق آدم عالما و يعلم أكثر من الملائكة فعندما وصلت الروح لرجليه وقف وأمره الله أن يقول للملائكة السلام عليكم فردو عليه السلام فقالوا وعليك السلام و رحمة الله فقال الله عز وجل له هذه تحيتك وتحية ذريتك و علم الله آدم الأسماء كلها في السماوات والأرض ثم عرضهم على الملائكة فقالوا لا علم لنا إلا ما علمتنا فكانوا لا يعرفونها فأمر الله آدم أن ينبئهم اسمائها فهذا دليل على علم ادم
{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ}


في المقالة القادمة إن شاء الله نكمل قصة سيدنا آدم وخلق حواء وسبب نزولهما من الجنة